مؤشر الحرية الاقتصادية 2025: تحليل الأداء العالمي وحالة مصر وخارطة طريق للإصلاح

مؤشر الحرية الاقتصادية 2025: تحليل الأداء العالمي وحالة مصر وخارطة طريق للإصلاح المؤسسي
أولًا: مقدمة عامة
تلعب مؤشرات الحرية الاقتصادية دورًا محوريًا في تقييم بيئات الأعمال والاستثمار عبر العالم، إذ توفر أدوات معيارية لفهم مدى انفتاح الاقتصادات، كفاءة نظمها المؤسسية، وقدرتها على خلق بيئة داعمة للنمو المستدام.
في هذا السياق، يحتل مؤشر الحرية الاقتصادية الصادر عن مؤسسة هيريتيج (The Heritage Foundation) منذ عام 1995 مكانة مرموقة كمرجع عالمي معتمد.
ويعتمد هذا المؤشر على قياس الحرية الاقتصادية عبر أربعة محاور رئيسية، تغطي سيادة القانون، حجم الحكومة، الكفاءة التنظيمية، وانفتاح الأسواق.
في نسخة عام 2025، يواصل المؤشر تسليط الضوء على العلاقة القوية بين مستويات الحرية الاقتصادية وبين مؤشرات الرفاه الاجتماعي، معدلات النمو، وتقليل نسب الفقر.
ويمثل هذا التحليل مراجعة دقيقة للأداء العالمي والإقليمي، مع تركيز خاص على أداء مصر ضمن هذا السياق، وتحليل الفجوات التي تعيق تقدمها، واقتراح خارطة طريق للتحسين.
ثانيًا: التعريف بمؤشر الحرية الاقتصادية
1. طبيعة المؤشر وأهدافه
يهدف مؤشر الحرية الاقتصادية إلى قياس وتحليل مدى تمتع الاقتصادات حول العالم بالحرية الاقتصادية عبر مجموعة من المعايير الموضوعية.
تشمل أهدافه الرئيسية:
- تحديد مستويات الحرية الاقتصادية في كل دولة.
- تحليل العلاقة بين السياسات الاقتصادية ونتائج التنمية.
- إبراز الروابط بين الحوكمة الرشيدة، الشفافية الاقتصادية، والاستقرار السياسي.
2. الجهة المصدرة
يُصدر المؤشر سنويًا عن مؤسسة هيريتيج الأمريكية (The Heritage Foundation)، وهي واحدة من أقدم المؤسسات البحثية الفكرية المحافظة في الولايات المتحدة.
تُعد تقاريرها مصدرًا رئيسيًا لصناع السياسات والباحثين في مجالات الحرية الاقتصادية والتنافسية.
3. المنهجية التفصيلية لحساب المؤشر
يبنى المؤشر على تقييم 12 عنصرًا رئيسيًا للحرية الاقتصادية، مقسمة إلى أربعة محاور رئيسية:
المحور الرئيسي |
العناصر الفرعية |
سيادة القانون |
حقوق الملكية، فعالية القضاء، نزاهة الحكومة |
حجم الحكومة |
عبء الضرائب، الإنفاق الحكومي، الصحة المالية |
الكفاءة التنظيمية |
حرية الأعمال، حرية العمل، الحرية النقدية |
انفتاح الأسواق |
حرية التجارة، حرية الاستثمار، حرية القطاع المالي |
تُمنح كل دولة درجة لكل عنصر (من 0 إلى 100)، ويتم حساب المتوسط المرجّح للعناصر للوصول إلى الدرجة الكلية للحرية الاقتصادية.
ثم تصنف الدول إلى خمس فئات رئيسية بناءً على نتائجها:
- 80–100: حرّة (Free)
- 70–79.9: حرّة غالبًا (Mostly Free)
- 60–69.9: حرّة باعتدال (Moderately Free)
- 50–59.9: حُرّة بشكل محدود (Mostly Unfree)
- أقل من 50: مُكبّلة أو مقيدة (Repressed)
4. تصنيفات الدول حسب الحرية الاقتصادية
في تقرير 2025:
- فقط 3 دول حققت تصنيف "حرّة".
- حوالي 26 دولة صُنفت "حرّة غالبًا".
- أغلب الدول تندرج ضمن "حُرّة بشكل محدود" أو "مُكبّلة".
تُظهر البيانات أن ارتفاع مستوى الحرية الاقتصادية يرتبط بشكل وثيق بارتفاع متوسط دخل الفرد، وزيادة الاستثمارات، وتحسن مؤشرات التنمية البشرية.
ثالثًا: شرح المحاور الأربعة للمؤشر
يتناول مؤشر الحرية الاقتصادية أربعة محاور رئيسية، تمثل أركان بيئة السوق الحرة والعادلة.
لكل محور عناصره الفرعية التي تقيّم بدقة الجوانب المؤسسية والقانونية والتنظيمية للأسواق.
1. سيادة القانون (Rule of Law)
يُعتبر محور سيادة القانون من أهم مكونات مؤشر الحرية الاقتصادية، لأنه يضمن حماية الحقوق، استقرار العقود، ومساءلة السلطات. يتفرع إلى ثلاث ركائز:
أ. حقوق الملكية (Property Rights)
- التعريف: مدى حماية القوانين لحقوق الأفراد والمؤسسات في امتلاك واستخدام ونقل الأصول.
- الأثر الاقتصادي: حماية الملكية تحفز الاستثمار طويل الأجل، الابتكار، وتنمية الأعمال.
- ضعف حقوق الملكية يؤدي إلى: انخفاض الثقة بالسوق، تردد المستثمرين الأجانب، انتشار المعاملات غير الرسمية.
ب. فعالية القضاء (Judicial Effectiveness)
- التعريف: مدى استقلال ونزاهة النظام القضائي، وسرعة وكفاءة حسم النزاعات.
- الأثر الاقتصادي: قضاء فعال يحد من المخاطر القانونية، يخفض تكاليف التقاضي، ويضمن إنفاذ العقود.
- ضعف فعالية القضاء يؤدي إلى: إطالة أمد النزاعات التجارية، ضعف تطبيق العقود، تآكل الثقة بالمؤسسات الرسمية.
ج. نزاهة الحكومة (Government Integrity)
- التعريف: مدى شفافية وكفاءة الأجهزة الحكومية وخلوها من الفساد.
- الأثر الاقتصادي: نزاهة الحكومة تقلل من تكاليف الفساد غير الرسمية، وتحسن بيئة الأعمال.
- تفشي الفساد يؤدي إلى: ارتفاع تكاليف التشغيل، تحيز السياسات، وإضعاف المنافسة العادلة.
🔵 التحليل الخاص: سيادة القانون والبيروقراطية السلبية
- العلاقة المباشرة:
ضعف سيادة القانون يؤدي إلى تضخم البيروقراطية، حيث تزداد الحاجة إلى "تسهيلات غير رسمية" لعبور الإجراءات.
كلما ضعف استقلال القضاء، زادت فرصة الفساد البيروقراطي في تعطيل الأعمال أو زيادة التكاليف على المستثمرين. - الآثار السلبية على الاقتصاد:
- هروب الاستثمارات الأجنبية.
- عزوف المستثمرين المحليين عن التوسع أو تأسيس أعمال جديدة.
- انخفاض معدلات النمو الاقتصادي نتيجة تقلص الابتكار وتراجع الإنتاجية.
- مثال تطبيقي:
في العديد من الاقتصادات الناشئة , تمثل مشكلات بطء التقاضي، تعقيد تسجيل العقارات، وصعوبة تنفيذ الأحكام القضائية عوائق جوهرية أمام تحسين ترتيبها في مؤشرات الحرية الاقتصادية.
2. حجم الحكومة (Government Size)
يتناول هذا المحور دور الحكومة في الاقتصاد، ويشمل:
- عبء الضرائب (Tax Burden):
مدى خضوع الأفراد والشركات للضرائب المباشرة وغير المباشرة. - الإنفاق الحكومي (Government Spending):
مدى اعتماد الاقتصاد على الإنفاق العام مقابل النشاط الخاص. - الصحة المالية (Fiscal Health):
استدامة المالية العامة، نسبة العجز والدين العام للناتج المحلي الإجمالي.
كلما كانت الضرائب أقل، والإنفاق منضبطًا، والمالية العامة مستدامة، كلما ارتفعت الحرية الاقتصادية.
3. الكفاءة التنظيمية (Regulatory Efficiency)
يركز على سهولة ممارسة الأعمال داخل الدولة:
- حرية الأعمال (Business Freedom):
سهولة تأسيس وتشغيل وإغلاق الشركات بدون قيود تعجيزية. - حرية العمل (Labor Freedom):
مرونة التوظيف والفصل وإدارة الموارد البشرية ضمن إطار قانوني عادل. - الحرية النقدية (Monetary Freedom):
استقرار الأسعار وحرية التبادل النقدي بعيدًا عن تدخلات الدولة المكثفة.
4. انفتاح الأسواق (Market Openness)
يقيس مدى انفتاح الاقتصاد على التجارة والاستثمار الدولي:
- حرية التجارة (Trade Freedom):
انخفاض الحواجز الجمركية وغير الجمركية. - حرية الاستثمار (Investment Freedom):
السماح بدخول وخروج الاستثمارات المحلية والأجنبية بحرية. - حرية القطاع المالي (Financial Freedom):
حرية عمل البنوك والأسواق المالية بدون تدخل مفرط من الدولة.
رابعًا: التحليل التفصيلي لنتائج تقرير 2025
في نسخة 2025 من مؤشر الحرية الاقتصادية الصادر عن مؤسسة هيريتيج، تم تحليل أداء 176 دولة عبر الأبعاد الأربعة الرئيسية للحرية الاقتصادية. وقد أظهر التقرير اتجاهات عالمية وإقليمية مهمة مع بروز فجوات واضحة بين الدول المتقدمة والدول النامية.
1. الأداء العالمي
- متوسط المؤشر العالمي:
تحسن طفيف ليبلغ 59.7 نقطة مقابل 58.6 نقطة في العام السابق، مما يعكس تحسنًا محدودًا في بيئات الحرية الاقتصادية عالميًا، رغم استمرار أغلب الدول تحت فئة "حرة بشكل محدود" (Mostly Unfree). - أفضل الدول أداءً عالميًا:
الدولة |
الدرجة الكلية |
الترتيب العالمي |
سنغافورة |
84.1 |
1 |
سويسرا |
83.7 |
2 |
أيرلندا |
83.1 |
3 |
تايوان |
79.7 |
4 |
لوكسمبورغ |
79.5 |
5 |
2. الأداء الإقليمي (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)
الدولة |
الدرجة الكلية |
الترتيب الإقليمي |
الترتيب العالمي |
الإمارات |
71.6 |
1 |
23 |
قطر |
70.4 |
2 |
27 |
البحرين |
67.3 |
3 |
44 |
السعودية |
64.5 |
4 |
58 |
المغرب |
60.9 |
5 |
74 |
الأردن |
59.4 |
6 |
91 |
مصر |
50.9 |
10 |
145 |
- ملاحظة إقليمية:
دول الخليج (الإمارات، قطر، البحرين) تحتل مراتب متقدمة بفضل انفتاحها الاستثماري وإصلاحاتها التجارية.
3. أداء مصر
- الترتيب العالمي:
المركز 145 من أصل 176 دولة. - الدرجة الكلية:
50.9 ("Mostly Unfree" – حرة بشكل محدود). - الترتيب الإقليمي:
المرتبة 10 ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تحليل مفصل لأداء مصر عبر المؤشرات الـ12
المحور |
العنصر الفرعي |
درجة مصر (من 100) |
سيادة القانون |
حقوق الملكية |
40.6 |
فعالية القضاء |
21.9 |
|
نزاهة الحكومة |
29.6 |
|
حجم الحكومة |
عبء الضرائب |
85.8 |
الإنفاق الحكومي |
82.2 |
|
الصحة المالية |
20.7 |
|
الكفاءة التنظيمية |
حرية الأعمال |
48.0 |
حرية العمل |
43.6 |
|
الحرية النقدية |
62.6 |
|
انفتاح الأسواق |
حرية التجارة |
60.2 |
حرية الاستثمار |
65.0 |
|
حرية القطاع المالي |
50.0 |
إبراز أوجه الضعف الشديد في مصر
- فعالية القضاء (21.9):
درجة متدنية جدًا تعكس بطء إجراءات التقاضي، ضعف إنفاذ العقود، وتفشي بعض الممارسات البيروقراطية السلبية. - نزاهة الحكومة (29.6):
استمرار تحديات مكافحة الفساد رغم وجود مبادرات، مما يعيق تحسين بيئة الأعمال. - الصحة المالية (20.7):
ارتفاع الدين العام والعجز المالي يؤديان إلى ضغوط كبيرة على الاستدامة المالية. - حرية الأعمال وحرية العمل:
وجود معوقات تنظيمية وبيروقراطية تُضعف ديناميكية تأسيس الأعمال ونشاط سوق العمل.
4. تفسير أسباب ضعف ترتيب مصر
- ضعف تطبيق القوانين:
رغم وجود أطر تشريعية مناسبة، فإن التنفيذ غير الفعال يؤدي إلى ضعف فعالية القضاء وانخفاض ثقة المستثمرين. - البيروقراطية الإدارية:
تعقيد الإجراءات والتأخير في إصدار التراخيص يؤديان إلى إعاقة حرية الأعمال. - ضعف مرونة سوق العمل:
قيود تنظيمية تحد من قدرة المؤسسات على التكيف مع متغيرات السوق. - الاستدامة المالية الضعيفة:
زيادة الاعتماد على التمويل بالدين العام وعدم السيطرة الفعالة على العجز المالي.
5. مقارنة مختصرة مع دول مختارة
الدولة |
الدرجة الكلية |
مقارنة مختصرة مع مصر |
الإمارات |
71.6 |
تفوق واضح في حرية التجارة والاستثمار وحوكمة الأعمال |
السعودية |
64.5 |
تقدم ملحوظ في بيئة الأعمال والشفافية التنظيمية |
المغرب |
60.9 |
بيئة استثمار أكثر تحفيزًا، وتطور ملحوظ في فعالية القضاء |
الأردن |
59.4 |
بنية قانونية أكثر فاعلية نسبيًا مقارنة بمصر |
تركيا |
55.8 |
رغم التحديات الاقتصادية، إلا أن بعض المؤشرات التنظيمية أفضل من مصر |
خامسًا: تحليل فجوات الأداء
تظهر الفجوة بين أداء مصر وأداء الدول الإقليمية المتقدمة بوضوح عند تفكيك المؤشرات الفرعية لمؤشر الحرية الاقتصادية.
يمثل فهم هذه الفجوات مدخلًا حاسمًا لوضع خارطة طريق للإصلاحات المستقبلية.
1. الفجوة بين أداء مصر والدول الإقليمية الأعلى تصنيفًا
المؤشر الفرعي |
مصر (الدرجة) |
الإمارات |
السعودية |
المغرب |
الأردن |
تركيا |
حقوق الملكية |
40.6 |
72.3 |
63.4 |
56.7 |
53.2 |
58.9 |
فعالية القضاء |
21.9 |
66.1 |
58.0 |
51.4 |
47.8 |
44.5 |
نزاهة الحكومة |
29.6 |
70.5 |
61.9 |
45.6 |
40.2 |
37.9 |
حرية الأعمال |
48.0 |
85.7 |
78.4 |
65.9 |
62.1 |
58.4 |
حرية العمل |
43.6 |
75.3 |
68.0 |
58.5 |
54.2 |
49.7 |
الصحة المالية |
20.7 |
81.2 |
77.5 |
66.3 |
62.9 |
55.1 |
🔵 ملاحظات أساسية:
- فجوة صارخة في "فعالية القضاء" و"نزاهة الحكومة" مقارنة بجميع الدول المختارة.
- تخلف نسبي في "حرية الأعمال" و"حرية العمل" بسبب البيروقراطية والتشريعات المقيدة.
- فجوة ضخمة في "الصحة المالية" تعكس ضعف الاستدامة مقارنة بدول الخليج والمغرب.
2. المؤشرات ذات الأولوية لتحسينها في مصر
بناءً على التحليل، فإن المؤشرات التالية تمثل الأولوية القصوى لمصر:
المؤشر |
الأولوية |
المبرر |
فعالية القضاء |
1 |
لإنفاذ العقود بسرعة واستعادة ثقة المستثمرين. |
نزاهة الحكومة |
2 |
لمكافحة الفساد وتحسين بيئة الأعمال. |
حقوق الملكية |
3 |
لضمان حماية الاستثمارات والأصول العقارية. |
حرية الأعمال |
4 |
لتحفيز تأسيس وتوسيع المشروعات بسهولة. |
الصحة المالية |
5 |
لضمان الاستدامة الاقتصادية وتقليل المخاطر السيادية. |
3. أثر البيروقراطية وضعف المؤسسات القانونية على بيئة الاستثمار
- البيروقراطية:
تُشكل الإجراءات المعقدة والتأخيرات الإدارية أحد أكبر المعوقات أمام المستثمرين المحليين والأجانب، مما يؤدي إلى هدر الوقت وزيادة التكاليف. - ضعف سيادة القانون:
يؤدي ضعف فعالية القضاء ونزاهة الحكومة إلى انعدام الثقة في تنفيذ العقود وتحصيل الحقوق القانونية، وهو عامل منفّر أساسي للاستثمار المباشر. - النتيجة:
مصر تخسر فرصًا استثمارية محتملة أمام دول أخرى تقدم بيئة قانونية وتنظيمية أكثر موثوقية وشفافية، مثل الإمارات أو المغرب. - الأثر الكلي:
استمرار هذه المشكلات يؤدي إلى:- انخفاض تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI).
- تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي.
- تراجع ترتيب مصر في المؤشرات الدولية المرتبطة بالتنافسية وسهولة الأعمال.
سادسًا: التوصيات الاستراتيجية لمصر
بناءً على التحليل المفصل للوضع الحالي والفجوات المحددة، فإن الانتقال بمصر من فئة "Mostly Unfree" إلى فئة "Moderately Free"، يتطلب خطة استراتيجية متكاملة تشمل إصلاحات مؤسسية وتنظيمية وهيكلية عميقة.
1. خطة مبدئية للخروج من التصنيف الحالي
أ. إصلاحات في سيادة القانون
- تحسين فعالية القضاء:
- تبني برامج متقدمة لتسريع البت في النزاعات التجارية.
- إنشاء محاكم متخصصة للنزاعات الاقتصادية والاستثمارية.
- تعزيز استقلال السلطة القضائية وضمان حمايتها من التدخلات السياسية.
- تعزيز حماية حقوق الملكية:
- تبسيط وتسريع إجراءات تسجيل العقارات وحماية حقوق الملكية الفكرية.
- مراجعة التشريعات العقارية والاستثمارية لضمان مواءمتها للمعايير الدولية.
- مكافحة الفساد وتعزيز نزاهة الحكومة:
- تطبيق صارم لاستراتيجيات مكافحة الفساد، بدعم من هيئات رقابية مستقلة.
- تعزيز الشفافية في تخصيص العقود الحكومية وإجراءات الترخيص.
ب. تحسين البيئة التنظيمية للأعمال
- تبسيط الإجراءات الإدارية:
- تنفيذ نظام الشباك الواحد بشكل فعال لجميع خدمات تأسيس وإدارة الشركات.
- إلغاء أو تعديل القوانين المعيقة للنشاط الاقتصادي (بما في ذلك بعض قيود الاستثمار والتشغيل).
- تحسين مرونة سوق العمل:
- تحديث تشريعات العمل لزيادة مرونة التوظيف والفصل بما يحمي الحقوق ويعزز جاذبية السوق.
- دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة:
- تيسير الحصول على التمويل وخفض متطلبات التراخيص.
ج. إصلاحات مالية واقتصادية مستدامة
- تعزيز الاستدامة المالية:
- خفض العجز المالي تدريجيًا عبر تحسين كفاءة الإنفاق الحكومي وزيادة الإيرادات غير الضريبية.
- إدارة الدين العام بشكل رشيد عبر تنويع مصادر التمويل وخفض تكلفة الاقتراض.
- تحرير القطاع المالي:
- تعزيز التنافسية والابتكار داخل القطاع المصرفي والمالي.
- تقليل التدخلات الإدارية المفرطة في السياسة النقدية وتعزيز استقلالية البنك المركزي.
- توسيع انفتاح الأسواق:
- التوسع في اتفاقيات التجارة الحرة، وتخفيض الحواجز الجمركية وغير الجمركية بشكل تدريجي ومدروس.
2. ربط التوصيات بالممارسات الدولية الناجحة
- الإمارات العربية المتحدة:
إصلاح بيئة الأعمال بإجراءات تأسيس سريعة، وتحديث البنية القانونية للعقود والاستثمار. - المغرب:
تبسيط التسجيل العقاري وحماية الملكيات الخاصة مما ساعد على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. - سنغافورة:
نموذج متكامل لتعزيز سيادة القانون مع إصلاحات هيكلية في القضاء وحوكمة الأعمال. - الأردن:
تبني تشريعات مرنة نسبياً لسوق العمل مما حسّن بيئة التشغيل والاستثمار.
3. ربط التوصيات برؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة
- رؤية مصر 2030:
الأهداف المتعلقة ب"حوكمة المؤسسات"، و"تعزيز تنافسية الاقتصاد"، و"رفع مستوى الشفافية والحوكمة الرشيدة" تتوافق تمامًا مع الإصلاحات المطلوبة لتحسين ترتيب مصر في مؤشر الحرية الاقتصادية. - أهداف التنمية المستدامة (SDGs):
الإصلاحات المقترحة تسهم في تحقيق:- الهدف 8: العمل اللائق ونمو الاقتصاد.
- الهدف 16: السلام والعدل والمؤسسات القوية.
- الهدف 17: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
سابعًا: الخاتمة
يمثل مؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2025 مرآة صريحة لحالة البيئات الاقتصادية العالمية، حيث تكشف نتائجه عن ارتباط قوي بين ترسيخ مفاهيم الحرية الاقتصادية وبين تحقيق معدلات أعلى للنمو والاستدامة والرفاه الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، تكشف نتائج مصر عن تحديات جوهرية تتعلق بالبيئة المؤسسية والتنظيمية والقانونية، تعيق انطلاق طاقاتها الاقتصادية الكامنة.
أهم التحديات أمام مصر
- ضعف فعالية القضاء وطول فترات التقاضي.
- محدودية نزاهة الحكومة، واستمرار بعض ممارسات الفساد البيروقراطي.
- ضعف حماية حقوق الملكية، مما يثبط ثقة المستثمرين.
- تباطؤ الإصلاحات التنظيمية في سوق الأعمال والعمل.
- استمرار الضغوط المالية العامة، وارتفاع الدين العام والعجز.
الفرص الكامنة
- الإرادة السياسية المعلنة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.
- برامج الإصلاح الاقتصادي الجارية، التي يمكن تعميقها وتوسيع نطاقها.
- موقع مصر الجغرافي الاستراتيجي، وسوقها الكبير نسبيًا.
- ارتباط الخطط التنموية الوطنية برؤية مصر 2030، بما يسمح بدمج الإصلاحات المطلوبة ضمن الأطر الوطنية.
خارطة الطريق المستقبلية لتحسين الحرية الاقتصادية في مصر
🔹 الإصلاح المؤسسي الجاد عبر تعزيز استقلال القضاء ومحاربة الفساد بصورة عملية.
🔹 تبسيط بيئة الأعمال بتخفيف القيود الإدارية والبيروقراطية وإتاحة حرية أكبر للقطاع الخاص.
🔹 تعزيز حرية التجارة والاستثمار بتنفيذ سياسات انفتاح مدروسة وفعالة.
🔹 ضبط المالية العامة لتحقيق استدامة مالية وتشجيع استثمارات القطاع الخاص.
🔹 مواءمة السياسات مع المعايير الدولية، وربطها بالأهداف الوطنية لرؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
إن تحقيق تقدم ملموس في مؤشر الحرية الاقتصادية يتطلب عملاً منظمًا، طويل الأمد، يستهدف معالجة جذور المشكلات المؤسسية وليس مجرد التكيف مع متطلبات التصنيفات الدولية.
وبذلك، فإن تحسين ترتيب مصر لن يكون مجرد هدف رقمي، بل ركيزة رئيسية لتحقيق اقتصاد أكثر ديناميكية واستدامة وقدرة على المنافسة العالمية.
إستمع الى Podcast عن مؤشر الحرية الاقتصادية 2025
2 يونيو 2025 4:16 م
Good report
19 مايو 2025 12:26 م
تمام
15 مايو 2025 12:09 م
التقرير جاء بكل مايلزم لإصلاح بيئة الإستثمار في مصر ويلزم الإرادة السياسية و إسناد الإصلاح إلي اهل العلم والخبرة..
يجب أن نبدأ أولا بالفصل بين السلطات (وجهة نظري)
15 مايو 2025 11:39 ص
شكرا
15 مايو 2025 1:06 ص
very good
14 مايو 2025 6:58 ص
اريد نسخه من التقارير دى ربنا يبارك فيك