الرسوم الجمركية الأمريكية في 2 أبريل 2025 وآفاق الاقتصاد العالمي

الأثر الاقتصادي العالمي والتوقعات المستقبلية في 2 أبريل 2025، أعلنت الإدارة الأمريكية - فيما أطلقت عليه "يوم التحرير" - فرض رسوم جمركية شاملة تهدف إلى إعادة تشكيل علاقاتها التجارية العالمية. وفي إعلان صادر عن البيت الأبيض، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن فرض تعريفة جمركية أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم "انتقامية" أعلى بكثير على بعض الشركاء التجاريين المختارين. وقد وصف بعض المحللين هذه الإجراءات بأنها الأوسع نطاقاً من نوعها التي تتخذها الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، وقد تم تبريرها من قبل البيت الأبيض كرد على العوائق التجارية التي تضعها الدول الأخرى ضد المنتجات الأمريكية، ولتحرير الصناعة الأمريكية مما وصفوه بالمنافسة غير العادلة. يقدّم هذا التقرير الصادر عن المجلس الوطني المصري للتنافسية (ENCC) تحليلاً مدفوعاً بالبيانات حول قرارات 2 أبريل وتأثيراتها المتوقعة على الكتل الاقتصادية الدولية الرئيسية، بالإضافة إلى النظرة العامة على الاقتصاد الكلي والأسواق المالية خلال الـ12 إلى 18 شهراً القادمة. كما يسعد المجلس الوطني المصري للتنافسية أن يقدم سلسلة من أوراق السياسات والمقالات التحليلية المتعمقة، تهدف إلى توضيح منطق وأبعاد النظام الجديد للرسوم الجمركية، وتحليل تأثيراته متعددة الأبعاد على مختلف المناطق الجغرافية والقطاعات، بما في ذلك كيفية تكيف الاقتصاد المصري للحفاظ على تنافسيته. اعتبارًا من 2 أبريل 2025، فرضت الولايات المتحدة رسمًا جمركيًا بنسبة 10% على غالبية السلع المستوردة من جميع الدول تقريبًا. كما حددت الإدارة الأميركية رسومًا “متقابلة” على دول بعينها، استنادًا إلى ما تراه اختلالات تجارية أو عوائق أمام السلع الأميركية. وجاءت النسب كالآتي: أُعفيت كندا والمكسيك—بصفتهما من دول اتفاقية USMCA—من أي رسوم جديدة ضمن "يوم التحرير"، لكنهما ما تزالان خاضعتين لرسوم أميركية بنسبة 25% على منتجات محددة (خاصة الصلب والألومنيوم) تعود إلى خلافات سابقة. وباستثناء هاتين الجارتين، لم تنل أي دولة أخرى إعفاءات تُذكر. كما شددت الولايات المتحدة الإجراءات الجمركية بإلغاء استثناءات de minimis التي كانت تسمح بدخول طرود منخفضة القيمة (خصوصًا من الصين) دون رسوم. جاء رد الفعل العالمي سريعًا وبنبرة إدانة شديدة. إذ حذرت المفوضية الأوروبية من “عواقب وخيمة”، كما تعهدت وزارة التجارة الصينية باتخاذ تدابير مضادة. وأحدث هذا الإعلان ارتباكًا في الأسواق العالمية؛ حيث شهدت البورصات في آسيا وأوروبا تراجعات ملحوظة، خاصة الأسواق الأوروبية في ألمانيا ذات التوجه التصديري القوي. وقد وصفت بعض وكالات التصنيف هذه الرسوم بأنها الأعلى التي تفرضها الولايات المتحدة منذ أكثر من 75 عامًا، مما يشير إلى نهاية الحقبة التي ساد فيها نهج الانفتاح التجاري العالمي. بلغ إجمالي التجارة السلعية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في 2024 نحو 976 مليار دولار—منها 605.8 مليار دولار واردات أميركية من أوروبا مقابل 370.2 مليار دولار صادرات أميركية إلى أوروبا. وبلغ عجز الميزان السلعي الأميركي مع الاتحاد الأوروبي نحو 235.6 مليار دولار مسجّلاً رقمًا قياسيًّا. تركزت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة في الصناعات الدوائية والآلات والسيارات والمكونات الجوية، حيث تحتل المنتجات الدوائية مكانة بارزة (22.5% من إجمالي الصادرات). وتُعد ألمانيا مثالًا حيًّا على ذلك بتصديرها ملايين السيارات سنويًا إلى السوق الأميركية. من المحتمل أن يخسر الاتحاد الأوروبي قدرًا مهمًّا من النمو الاقتصادي مع تضييق الوصول إلى السوق الأميركية. وتشير تقديرات إلى احتمال خسارة تعادل 750 مليار يورو في الناتج الإجمالي للاتحاد الأوروبي خلال السنوات المقبلة. وقد وصفت القيادات الأوروبية هذه الخطوة بأنها “تهديد خطير” للعلاقات عبر الأطلسي. يتوقع أن تشمل إجراءات الرد الأوروبية فرض رسوم انتقامية على بعض الصادرات الأميركية، على غرار ما جرى في النزاعات التجارية السابقة. كما يعتزم الاتحاد الأوروبي الطعن في هذه الرسوم أمام منظمة التجارة العالمية، وإن كانت هذه المسارات قد تستغرق سنوات، لا سيما في ظل إضعاف الولايات المتحدة لدور جهاز الاستئناف في المنظمة. وللتأقلم مع الوضع، قد يلجأ بعض المنتجين الأوروبيين إلى نقل خطوط إنتاجهم إلى كندا أو المكسيك (في إطار USMCA) لتفادي الرسوم الأميركية، بينما يسعى واضعو السياسات إلى خفض الاعتماد على السوق الأميركية عبر إبرام تحالفات جديدة وتعزيز التجارة مع شركاء آخرين. تمثل دول آسيان العشر مجتمعة شريكًا تجاريًا مهمًّا للولايات المتحدة—بل أكبر حتى من اليابان أو الصين في حجم السلع المتداولة. إذ بلغ حجم التجارة السلعية بين الطرفين في 2024 نحو 476.8 مليار دولار، منها 352.3 مليار دولار واردات أميركية مقابل 124.6 مليار دولار صادرات أميركية، ما نتج عنه عجز أميركي بقيمة 227.7 مليار دولار. تشمل صادرات آسيان للولايات المتحدة قطاعات الإلكترونيات والملابس والأحذية والسلع الأولية. وقد صدّرت فيتنام وحدها 136.6 مليار دولار إلى الولايات المتحدة في 2024—معظمها في مجالات الإلكترونيات والأثاث والملبوسات—لتواجه الآن رسمًا بنسبة 46%. كما تواجه تايلاند وماليزيا وإندونيسيا والفلبين رسومًا تتجاوز الرسم الأساسي البالغ 10%. الدول الأكثر اعتمادًا على السوق الأميركية—خاصة فيتنام وماليزيا وتايلاند والفلبين—ستكون الأكثر تضررًا، إذ يمثل ارتفاع الرسوم تهديدًا حقيقيًّا لنموها القائم على التصدير. فقد شهدت فيتنام طفرةً في صناعات الإلكترونيات والملابس بفضل الطلب الأميركي، غير أن فرض رسم بنسبة 46% يُفقدها الكثير من قدرتها التنافسية. ورغم إمكان محاولة بعض المصدّرين تحمّل جزء من كلفة الرسم أو توجيه صادراتهم نحو أسواق أخرى، تبقى الأضرار الفورية كبيرة. أما على الصعيد السياسي، فمن المحتمل أن تسعى آسيان لتسريع تكاملها الإقليمي عبر إبرام اتفاقية RCEP لتعويض نقص المبيعات في السوق الأميركية. كما توجد فرصة محدودة للاستفادة من تحول المستوردين الأميركيين إلى موردين بديلين عن الصين (الخاضعة لرسوم تصل إلى 54%)، إلا أن اعتمادية سلاسل التوريد في آسيان على مدخلات صينية مرتفعة التكلفة تحد من هذه الإمكانية. تتمتع دول ميركوسور (البرازيل، الأرجنتين، باراغواي، أوروغواي) بعلاقة أكثر توازنًا مع الولايات المتحدة، إذ بلغ إجمالي التجارة السلعية بينهما في 2024 نحو 115 مليار دولار، وسجلت الولايات المتحدة فائضًا بنحو 12–13 مليار دولار في تلك المبادلات. تصدّر البرازيل النفط الخام والمعادن والمنتجات الزراعية (مثل القهوة والسكر وعصير البرتقال) إلى الولايات المتحدة، بينما تصدّر الأرجنتين لحوم البقر وزيت الصويا والكيماويات. وفي المقابل، تصدر الولايات المتحدة الآلات والمنتجات البترولية والسلع الصناعية إلى ميركوسور. على الأغلب ستخضع صادرات ميركوسور للرسم الأساسي 10%، مما يجعلها أقل تضررًا من الدول الخاضعة لرسوم أعلى. غير أن بعض القطاعات مثل النفط البرازيلي أو المعادن الأرجنتينية قد تفقد قدرتها التنافسية في السوق الأميركية. سياسيًّا، انتقدت إدارة البرازيل هذه الرسوم وقد تفكر في اتخاذ إجراءات مضادة أو تعزيز العلاقات مع الصين. وفي المقابل، تسعى الأرجنتين—تحت إدارة خافيير ميلي—إلى تعميق علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة لتجنب اتخاذ ردود فعل انتقامية. على المدى البعيد، قد تدفع هذه الرسوم ميركوسور إلى إنهاء مفاوضاتها المتعثرة مع الاتحاد الأوروبي وتعزيز التكامل الإقليمي لتعويض تراجع الطلب الخارجي. يمثل الاتحاد الأفريقي (55 دولة) نسبة محدودة من التجارة الإجمالية للولايات المتحدة، حيث بلغت حوالي 71.6 مليار دولار في 2024 (39.5 مليار دولار واردات مقابل 32.1 مليار دولار صادرات). وقد كانت نيجيريا وأنغولا وجنوب أفريقيا من الدول الرائدة في صادرات القارة إلى الولايات المتحدة (خصوصًا النفط والموارد المعدنية)، رغم تراجع دور النفط الأفريقي بسبب طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة. استفادت العديد من الدول الأفريقية من الإعفاءات بموجب قانون الفرص والنمو الأفريقي (AGOA)، لكن الرسوم الشاملة الجديدة ستلغي تلك الامتيازات وتفرض رسمًا بنسبة 10% على الواردات. قد يتراجع الطلب الأميركي على النفط الأفريقي بشكل طفيف لصالح مصادر أخرى، فيما تواجه الدول الأقل ثراء خسائر أكبر نتيجة فقدان الإعفاءات الجمركية، خاصةً في القطاع النسيجي. كما قد تعاني جنوب أفريقيا من انخفاض تنافسية سياراتها ومنتجاتها المعدنية في السوق الأميركية. وحذّر القادة الأفارقة من أن هذه الرسوم تعرقل جهود التصنيع في دول القارة، ودعوا الولايات المتحدة إلى تقديم إعفاءات لبعض الدول الأقل نموًا. وقد تسعى هذه الدول إلى تعزيز منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، بينما تحاول الصين استغلال الفرصة لتعزيز وارداتها من القارة. تتصدر كندا والمكسيك قائمة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، حيث بلغ إجمالي التجارة بينهما حوالي 1.60 تريليون دولار في 2024، مع تسجيل عجز أميركي قدره 235 مليار دولار إجمالًا. تتكامل سلاسل التوريد عبر الحدود في قطاعات السيارات والطاقة والزراعة والتصنيع. وعلى الرغم من أن الاتفاقيات السابقة (NAFTA/USMCA) أزالت بعض الرسوم، إلا أن نزاعات حول الصلب والألومنيوم لا تزال قائمة بنسبة 25%. المهم هنا أن الرسوم الجديدة لم تُطبق على كندا والمكسيك، مما يحافظ على إطار USMCA، رغم استمرار دفعهما رسومًا بنسبة 25% على بعض السلع. لو تم توسيع الرسوم لتشمل البلدين، لكانت التداعيات الاقتصادية أشد بكثير. كما يظل الاقتصاد المكسيكي عرضة للخطر بسبب اعتماده الكبير على الصادرات إلى الولايات المتحدة (حوالي 80%). وقد يستفيد كلا من كندا والمكسيك من موجة "التصنيع القريب" (nearshoring) إذا اختار المستثمرون العالميون توطين إنتاجهم هناك لتفادي الرسوم الأميركية على الواردات المباشرة من أوروبا أو آسيا. سجلت الولايات المتحدة في 2024 أكبر عجز تجاري لها مع الصين بقيمة 295.4 مليار دولار. وكانت الإلكترونيات الاستهلاكية والأثاث والألعاب والملابس أبرز الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة. قبل "يوم التحرير"، كانت الرسوم الأميركية على السلع الصينية حوالي 19% نتيجة لحرب تجارية سابقة، أما الآن فيُضاف 34% إضافية، لترتفع الرسوم على بعض السلع إلى ما بين 54–76%، مما يحرم العديد من المنتجات الصينية من القدرة التنافسية في السوق الأميركية. وقد تعهدت بكين بالرد عبر فرض رسوم مقابلة أو تقييد صادراتها من الموارد الاستراتيجية مثل العناصر الأرضية النادرة. سجلت اليابان وكوريا الجنوبية فائضًا تجاريًا مهمًا مع الولايات المتحدة في 2024. تخضع صادرات اليابان (مثل السيارات والآلات) لرسم بنسبة 24%، بينما تواجه كوريا الجنوبية (في الإلكترونيات والسيارات) رسمًا بنسبة 25%. أما تايوان، المزود الرئيسي لأشباه الموصلات، فتواجه رسمًا بنسبة 32%. تجد هذه الدول نفسها في موقف صعب؛ فهي حليفة أمنياً للولايات المتحدة لكنها تواجه تحديات اقتصادية كبيرة بسبب هذه الرسوم، وقد تلجأ إلى منظمة التجارة العالمية أو تطلب إعفاءات خاصة، خاصةً فيما يتعلق بسلاسل إمداد أشباه الموصلات. إن توسيع الولايات المتحدة لرسومها لتشمل تقريبًا كافة شركائها التجاريين قد يؤدي إلى انخفاض حجم التجارة العالمية بشكل ملحوظ. وتتوقع مؤسسات مثل منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي تراجعًا يتراوح بين 2–5% في التجارة السلعية في حال تصاعد إجراءات الرد بالمثل. بدأت الدول والشركات في إعادة توجيه الإنتاج وخطوط الشحن لتفادي الرسوم، مما يفرض تكاليف باهظة وقد يسرع من اتجاه "التصنيع المحلي" أو "الاقتراب الجغرافي" (nearshoring). على المدى الطويل، قد يشهد النظام التجاري العالمي انقسامًا إلى محور يقوده الولايات المتحدة وآخر يجمع بين الصين وأوروبا، مما قد يؤدي إلى فقدان الاقتصاد العالمي 1–2% من نموه السنوي على مدى سنوات. تحفز هذه الرسوم الشركات الأجنبية على اعتماد مبدأ "صنّع حيث تبيع" لتفادي دفع رسوم مرتفعة، مما قد يؤدي إلى تدفق استثماري نحو الولايات المتحدة في المدى القصير. وقد أعلنت بعض الشركات الآسيوية عن نيتها بناء مصانع تجميع في الولايات المتحدة. شهدت الأسواق المالية رد فعل سريعًا بــ"الابتعاد عن المخاطر"، إذ خرجت رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة وتوجهت نحو الأصول الآمنة، مع تعزيز الدولار الأميركي. وقد تضطر البنوك المركزية في الدول المعرضة (مثل كوريا وتايلاند) للدفاع عن عملاتها. تؤدي هذه الرسوم إلى تراجع النمو، إذ تعمل كالضريبة على سلاسل التوريد العالمية. وتشير التقديرات إلى انخفاض النمو الأميركي في 2025 إلى ما بين 1.3–1.5% بدلاً من 2%. وقد يقترب النمو في الاتحاد الأوروبي من الصفر أو يصبح سلبيًا، في حين قد تنخفض معدلات نمو الصين إلى حوالي 4% في أفضل الأحوال. وعلى الصعيد العالمي، قد ينخفض النمو إلى 2% أو أقل، مما يقرب الاقتصاد من حالة الركود. من المتوقع أن ترتفع أسعار العديد من السلع الاستهلاكية في السوق الأميركية نتيجة لهذه الرسوم، مما يضيف ما بين 0.3–0.5 نقطة مئوية إلى معدلات التضخم. كما قد تواجه دول أخرى حالة من "الركود التضخمي" (stagflation) في حال تباطأ النمو مع ارتفاع الأسعار. على الرغم من عدم التأكد من حدوث ركود عالمي، فإن احتمال حدوثه في أواخر 2025 بات أعلى. وقد تسعى الحكومات إلى اعتماد سياسات مالية أو نقدية للتخفيف من تأثير الرسوم، رغم أن التباينات بين الدول قد تعقد هذه الإجراءات. هبطت أسعار النفط عقب إعلان الرسوم نتيجة المخاوف من انخفاض الطلب العالمي، وإن كانت التغيرات الكبرى أو قرارات أوبك قد تعيد تشكيل المعادلة. كما قد تُعاد توجيه السلع الزراعية (مثل فول الصويا) بعد فقدان السوق الصينية، مع تحول الصين إلى الاستعاضة عنها من خلال واردات من البرازيل. كما شهدت أسعار بعض المعادن مثل النحاس تراجعًا مع توقع انخفاض النشاط الصناعي. من المتوقع أن تنخفض التجارة العالمية بنسبة 2–3% في عام 2025، وهو أول انخفاض منذ عام 2009. وقد يؤدي أي تصعيد إضافي في النزاعات التجارية إلى زيادة هذا الانخفاض. الولايات المتحدة: خُفّضت توقعات النمو إلى حوالي 1.4% في عام 2025، مع تضخم أساسي يقارب 3.5%. الاتحاد الأوروبي: قد يقترب النمو من الصفر أو يصبح سلبيًا، مع احتمال دخول ألمانيا في ركود طفيف. الصين: حوالي 4.5% في حال قدمت الحكومة تحفيزًا مناسبًا. الأسواق الناشئة: تختلف التوقعات بناءً على مدى اعتمادها على الصادرات واستقرار عملاتها. قد تضطر بعض البنوك المركزية، خاصة في الولايات المتحدة والأسواق الناشئة، إلى تشديد السياسات النقدية لاحتواء التضخم أو حماية العملات، بينما قد تتبع بنوك أخرى مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك الصين الشعبي نهجاً أكثر تسهيلاً لتفادي الركود. قد تشهد الصناعات المرتبطة بالتصدير مثل السيارات والملابس تسريحات للعمال، مما يؤدي إلى ارتفاع طفيف في معدلات البطالة (حوالي 0.5 نقطة مئوية) في الدول الأكثر انكشافاً. من المحتمل أن تبقى أسعار النفط في نطاق 70–75 دولارًا للبرميل ما لم تتغير الظروف المتعلقة بالطلب أو العوامل الجيوسياسية فجأة. من منظور المجلس الوطني المصري للتنافسية، تشكّل رسوم 2 أبريل 2025—المعروفة بـ"يوم التحرير"—منعطفًا حاسمًا يؤدي إلى تصاعد موجة الحماية التجارية وانقسام أعمق في النظام الاقتصادي العالمي. وتشهد جميع الأقاليم الكبرى تداعيات فورية، سواء من خلال إجراءات انتقامية أو تحولات في سلاسل التوريد أو تحالفات تجارية جديدة. على مدى الـ12 إلى 18 شهرًا القادمة، ستشهد التجارة العالمية إعادة هيكلة في مساراتها، مع تحول تدفقات الاستثمارات وفقًا لمستجدات الرسوم والتوترات الجيوسياسية. ورغم إمكانية تقليل حدة الرسوم أو التراجع عنها عبر مفاوضات، لا تبدو هناك حلول وشيكة نظرًا للطابع السياسي لـ"يوم التحرير". من الواضح أن التوترات التجارية وسياسات الحماية تتطلب مرونة وتخطيطًا مسبقًا وتنسيقًا مشتركًا على المستويين الإقليمي والدولي. وسيواصل المجلس الوطني المصري للتنافسية متابعة هذه التطورات عن كثب، مقدمًا تحليلات حول تأثيراتها في مجالات التنافسية والاستثمار والنمو على المدى الطويل، سواء لمصر أو للاقتصاد العالمي. التقرير الخاص: الرسوم الجمركية الأمريكية في 2 أبريل 2025 وآفاق الاقتصاد العالمي
المقدمة
1. ملخص رسوم 2 أبريل 2025 التي فرضتها الولايات المتحدة
نطاق الرسوم الجديدة وحجمها
الاستثناءات البارزة والرسوم السابقة
ردود الفعل الفورية
2. التأثير على الكتل الاقتصادية والشركاء الرئيسيين
2.1 الاتحاد الأوروبي (EU)
التبادل التجاري
الأثر الاقتصادي وردود الفعل
2.2 رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان ASEAN)
التبادل التجاري
الأثر الاقتصادي وردود الفعل
2.3 ميركوسور (أميركا الجنوبية)
التبادل التجاري
الأثر الاقتصادي وردود الفعل
2.4 الاتحاد الأفريقي (أفريقيا)
التبادل التجاري
الأثر الاقتصادي وردود الفعل
2.5 اتفاقية USMCA (كندا والمكسيك)
التبادل التجاري
الأثر الاقتصادي وردود الفعل
2.6 شرق آسيا: الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، وتايوان
الصين
اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان
3. الآثار الاقتصادية الكلية والتطورات في الأسواق
3.1 تدفقات التجارة العالمية وسلاسل التوريد
انكماش التجارة
إعادة رسم سلاسل التوريد
انقسام النظام التجاري العالمي
3.2 الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال
الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)
الاستثمار في المحافظ المالية
3.3 النمو والتضخم ومخاطر الركود
توقعات النمو
الضغوط التضخمية
مخاطر الركود العالمي
3.4 السلع الأولية والأسواق المالية
النفط وسلع أخرى
4. التوقعات المختصرة للأشهر الـ12–18 المقبلة
التجارة العالمية
النمو الاقتصادي
السياسة النقدية
البطالة
السلع والملاذات الآمنة
الخلاصة
النقاط الرئيسة
ما ينتظرنا في الأشهر المقبلة