تقرير المخاطر العالمية لعام 2025 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي: قراءة شاملة

WEF_Global_Risks_Report_2025

تقرير المخاطر العالمية لعام 2025 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي: قراءة شاملة

1. المقدمة

في إصداره العشرين، يقدّم المنتدى الاقتصادي العالمي تقريره حول المخاطر العالمية لعام 2025، مسلّطًا الضوء على المشهد المتطوّر للمخاطر على الصعيد الدولي. يستند هذا الإصدار المميّز إلى آراء ما يزيد عن 900 من القادة والخبراء العالميين، إضافةً إلى أكثر من 11,000 من قادة الأعمال حول العالم، ويستعرض المخاطر عبر ثلاثة أطر زمنية: الأفق الفوري (2025)، والقصير إلى المتوسط (حتى 2027)، والطويل (حتى 2035).

• الأفق الفوري (عام 2025)
• المدى القصير إلى المتوسط (حتى عام 2027)
• المدى الطويل (حتى عام 2035)

تهدف هذه القراءة الشاملة، الصادرة عن المجلس الوطنى المصري للتنافسية (ENCC)، إلى إبراز النتائج الرئيسية والقوى الهيكلية والتوصيات التي يقدّمها التقرير. وترمي إلى تشجيع فهمٍ أعمق وتحفيز حلول استباقية وتعاونية، بوصفها عناصر ضرورية لتعزيز القدرة على الصمود على المستويين العالمي والوطني.

2. الإطار المنهجي

يعتمد تقرير المخاطر العالمية لعام 2025 على منهجية صارمة لتحديد المخاطر وتقييمها:

1. استطلاع إدراك المخاطر العالمية (GRPS)
   شارك فيه أكثر من 900 خبير لتقييم احتمالية وتأثير 33 خطرًا عالميًا عبر ثلاثة أطر زمنية: الفوري (2025)، والقصير إلى المتوسط (حتى 2027)، والطويل (حتى 2035).
2. استطلاع الرأي التنفيذي (EOS)
   شارك فيه أكثر من 11,000 من قادة الأعمال من 121 اقتصادًا، قدّموا رؤى محلية حول المخاطر الأكثر تهديدًا لمناطقهم.
3. دراسات تحليلية مكمّلة
   شملت ورش عمل للخبراء ومراجعات موضوعية، ما أتاح فهمًا متعدد الأبعاد لكيفية تداخل هذه المخاطر، بالإضافة إلى أساليب الحوكمة المطلوبة للتعامل معها.

3. نظرة عامة على مشهد المخاطر العالمية

3.1 المخاطر الفورية (عام 2025): تنامي الانقسامات

• الصراعات المسلحة بين الدول
  تفاقم النزاعات في أوكرانيا والسودان ومناطق أخرى حدة التوترات الجيوسياسية والأزمات الإنسانية.
• الظواهر المناخية المتطرفة
  تزداد موجات الفيضانات وموجات الحر والعواصف حدةً وتواترًا، ما يهدد سبل العيش والبنية التحتية.
• المعلومات المضلِّلة
  أدى تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى سهولة إنتاج المحتوى المضلل ونشره، مما يقوّض الثقة العامة ويعقّد عمليات صنع القرار.

3.2 المخاطر قصيرة المدى (حتى عام 2027): ضغوط متصاعدة

• المعلومات المضلِّلة
  تأتي في صدارة المخاطر على المدى القصير؛ إذ تؤدي إلى تفاقم الانقسامات المجتمعية وتعرقل الاستجابة الفعّالة للأزمات.
• الظواهر المناخية المتطرفة
  تستمر آثار التغير المناخي في الهيمنة، مع تزايد تداعيات الفيضانات وحرائق الغابات وموجات الحرارة.
• الاستقطاب المجتمعي
  تتعمق الخلافات الأيديولوجية، مما يضعف الحوكمة ويؤدي إلى اضطرابات تهدد الاستقرار الاجتماعي.

3.3 المخاطر طويلة المدى (حتى عام 2035): تحديات قد تصبح لا رجعة فيها

• الظواهر المناخية المتطرفة
  تظل على قمة سلم المخاطر خلال العقد المقبل، مهدِّدة النظم البيئية والاقتصادات على حدٍّ سواء.
• فقدان التنوع الحيوي وانهيار النظم البيئية
  يحتل المرتبة الثانية بين أهم المخاطر طويلة المدى؛ بما يعكس القلق المتزايد بشأن الآثار الدائمة لتدهور البيئة.
• الآثار السلبية المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي
  مع التقدّم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي وعدم وجود أنظمة رقابة كافية، تتصاعد مخاوف الأمن والأخلاقيات وتداعيات التوظيف.

4. القوى الهيكلية التي تشكّل المخاطر العالمية

يحدد التقرير أربع قوى رئيسية تؤطر مشهد المخاطر العالمية:

1. التسارع التكنولوجي
   تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والهندسة الحيوية بوتيرة أسرع من قدرة الأطر التنظيمية على مواكبتها، ما يخلق نقاط ضعف جديدة.
2. التغير المناخي
   تتفاقم الكوارث المرتبطة بالمناخ وفقدان التنوع الحيوي والتلوث، مهدّدةً سلامة الإنسان والنظم البيئية.
3. التحولات الجيوستراتيجية
   الانتقال من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب يعمّق التنافس بين القوى الكبرى ويضعف فعالية الحوكمة المتعددة الأطراف.
4. الازدواج الديموغرافي
   تواجه الدول المتقدّمة مجتمعات تشيخ بسرعة تعاني من نقص في الأيدي العاملة وأزمات في أنظمة التقاعد، فيما تتزايد معدلات البطالة في الدول النامية التي تتميز بنسبة شباب مرتفعة.

5. رؤى موضوعية: الآثار المتداخلة

يشير التقرير إلى عدّة موضوعات عابرة للقطاعات تُعزّز من حدة المخاطر وتعقيدها:

1. الضغوط البيئية
   • التلوّث: يكتسب اهتمامًا متزايدًا لآثاره المغفول عنها في صحة الإنسان واستدامة النظم البيئية.
   • فقدان التنوع الحيوي: تتسارع وتيرته بسبب إزالة الغابات والتغير المناخي والتلوّث، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي وسبل العيش.
2. التوترات المجتمعية
   • اللامساواة: تفاقم الفجوات الاقتصادية يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية ويقوّض الاستقرار.
   • المجتمعات شديدة الشيخوخة: تفرض ضغوطًا على الأنظمة الصحية والمعاشات التقاعدية، وتخلق توترات بين الأجيال.
3. الاضطرابات التكنولوجية
   • سوء استخدام الذكاء الاصطناعي: يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تضخيم خطر المعلومات المضللة ويصعّب إجراءات الحوكمة.
   • مخاطر التقنيات الحيوية: يثير استخدام الهندسة الوراثية تساؤلات أخلاقية ويحمل احتمالية إساءة الاستخدام لأغراض ضارة.
4. التفتّت الاقتصادي
   • المواجهات الجيو-اقتصادية: تصاعد الحروب التجارية والعقوبات والحماية التجارية يعرقل التعاون الدولي ويزيد من تقلب الأسواق.

6. دروس مستخلصة من الماضي

يسلط التقرير الضوء على التوجهات والأنماط المستمرة في تقييم المخاطر على مدى عشرين عامًا:

• المخاطر البيئية
  انتقلت من كونها تهديدات مستقبلية بعيدة إلى تحديات طارئة ذات أولوية قصوى.
• المخاطر التكنولوجية
  تطوّرت بوتيرة سريعة، من تهديدات بسيطة للأمن السيبراني إلى تحديات أعقد تتعلق بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية.
• المخاطر الجيوسياسية
  ما زالت مستمرة، حيث تؤثر النزاعات والتحالفات المتغيرة على المشهد العالمي للتعاون الدولي.

تشير هذه الدروس إلى ضرورة تبني إدارة استباقية للمخاطر والتخلي عن حالة الاطمئنان الخادعة.

7. دعوة للتحرّك: تعزيز القدرة على الصمود الجماعي

يختتم تقرير المخاطر العالمية لعام 2025 بجملة من التوصيات الاستراتيجية للتعامل مع التحديات الآنية والمستقبلية. وتكتسب هذه الخطوات أهمية خاصة على المستويين العالمي والوطني.

1.7 تعزيز الحوكمة المتعددة الأطراف

• إعادة إحياء المؤسسات
  تحديث مهام المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية لتعزيز قدرتها على مواجهة المخاطر العابرة للحدود.
• معاهدات واتفاقيات عالمية
  • مكافحة التغير المناخي: تسريع تطبيق الالتزامات المناخية ضمن اتفاق باريس.
  • حوكمة التكنولوجيا: إرساء أطر تنظيمية للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والأمن السيبراني.

النتيجة المرجوّة: استجابة أكثر تنسيقًا وعدالة وفاعلية للأزمات العالمية مع استعادة ثقة الدول في هذه المؤسسات.

2.7 الاستثمار في القدرة على الصمود

• تطوير البنية التحتية
  اعتماد معايير الإنشاء المقاوم للمناخ، خصوصًا في المناطق المعرضة بشدة للظواهر المتطرفة.
• استقرار الاقتصاد
  • إيجاد شبكات أمان مالي لمواجهة تداعيات التفتّت الاقتصادي.
  • تطبيق سياسات لإدارة الديون، لا سيما في الدول النامية.
• الأمن الرقمي
  تعزيز سياسات الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية الحيوية والبيانات.
• النظم الصحية
  تكثيف الاستعداد الطبي لمجابهة الأوبئة المستقبلية ومعالجة آثار التلوّث والشيخوخة السكانية.

النتيجة المرجوّة: مؤسسات ومجتمعات مرنة قادرة على التعامل مع الصدمات واستئناف نشاطها بسرعة.

3.7  تشجيع الابتكار المسؤول

• المعايير الأخلاقية
  وضع وتطبيق مبادئ توجيهية دولية لاستخدامات التقنيات الناشئة، ولا سيما في مجالي الذكاء الاصطناعي والهندسة الوراثية.
• الشراكات بين القطاعين العام والخاص
  التعاون لتوجيه الابتكار نحو تحقيق المصالح المجتمعية.
• الشفافية والمساءلة
  فرض إجراءات وضع علامات مميزة على المحتوى المُنشأ عبر الذكاء الاصطناعي وتحديد الجهات المسؤولة عنه.

النتيجة المرجوّة: إطلاق إمكانات التكنولوجيا مع الحدّ من مخاطرها، وضمان توافرها بإنصاف وثقة للجميع.

4.7  تسريع العمل البيئي

• الالتزام بتحقيق صافي انبعاثات صفرية
  تبنّي سياسات تحول الطاقة إلى مصادر متجددة والتقليل من استخدام الوقود الأحفوري.
• حماية التنوع الحيوي
  دعم برامج إعادة التشجير والحفاظ على المواطن الطبيعية وتطبيق ضوابط صارمة ضد تدمير الموائل.
• الحدّ من التلوث
  وضع أطر عالمية للحدّ من النفايات البلاستيكية والملوثات الصناعية والمواد الكيميائية.

النتيجة المرجوّة: تقليل آثار التغير المناخي، وحماية النظم البيئية، وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

5.7  بناء التماسك المجتمعي

• مكافحة المعلومات المضلِّلة
  إطلاق حملات توعية عامة لتزويد الأفراد بأدوات التحقق من المعلومات ومواجهة الأخبار الكاذبة.
• سياسات شاملة
  • توفير شبكات أمان اجتماعية تضمن تقليص الفوارق الاقتصادية.
  • توسيع برامج التعليم والتدريب لمواكبة التحولات في سوق العمل.
• إشراك الشباب
  تمكين الأجيال الصاعدة وإشراكهم في عمليات صنع القرار، خاصةً فيما يتعلق بالقضايا البيئية والرقمية.

النتيجة المرجوّة: مجتمع أكثر تماسكًا وثقة، يدعم عمل المؤسسات ويعزز القدرة الجماعية على الصمود.

6.7  تعزيز القيادة والتعاون

• القيادة الرؤيوية
  ضرورة تركيز صناع القرار على الأهداف بعيدة المدى عوضًا عن المكاسب المؤقتة.
• الشراكات عبر القطاعات
  • تضافر الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لإيجاد حلول مبتكرة.
  • تشجيع الهيئات الإقليمية (مثل الاتحاد الإفريقي ومنظمة آسيان) على لعب دور أكبر في إدارة المخاطر ذات الطابع الإقليمي.

النتيجة المرجوّة: تكوين تحالفات أوسع وأكثر شمولًا للتعامل مع التحديات المعقّدة بفاعلية أكبر.

7.7  تعزيز الثقافة المرتبطة بالمخاطر

• التعليم والتوعية
  إدماج مفاهيم الوعي بالمخاطر في المناهج الدراسية لتنشئة أجيال مدرّبة على مواجهة التحديات.
• إشراك المجتمعات المحلية
  إنشاء منصات حوارية وأنشطة مجتمعية لتبادل الخبرات والأفكار حول الاستعداد للأزمات.

النتيجة المرجوّة: مجتمع متمكن وواعٍ بالمخاطر، قادر على المشاركة الفعّالة في جهود تعزيز الصمود.

8. الخاتمة

يؤكد تقرير المخاطر العالمية لعام 2025 على الطبيعة المترابطة للتهديدات الحديثة، بدءًا من التوترات الجيوسياسية والأزمات المناخية ووصولًا إلى تسارع التطور التكنولوجي والتصدعات المجتمعية. إن معالجة هذه المخاطر تتطلّب تعاونًا عالميًا متماسكًا ومؤسسات قوية وقيادة بعيدة النظر.

بالنسبة للمجلس المصري للتنافسية، توفّر هذه النتائج خريطة طريق لتعزيز القدرة على الصمود الوطني والإقليمي. ومن خلال إعطاء الأولوية للابتكار المسؤول، والحفاظ على البيئة، ودعم التماسك المجتمعي، وتطوير الشراكات الدولية، تستطيع مصر أن تزيد من قدرتها على مواجهة التحديات الناشئة وتعزيز تنافسيتها في عالم مليء بعدم اليقين.

للمزيد من المعلومات والموارد:
يتوفر النص الكامل لتقرير المخاطر العالمية لعام 2025 على الموقع الإلكتروني للمنتدى الاقتصادي العالمي، متضمنًا أدوات تفاعلية للبيانات وتحليلات أعمق مخصصة لصنّاع السياسات وقطاع الأعمال ومنظمات المجتمع المدني.