سلسلة مقالات: الذكاء الاصطناعي في النهوض بالقطاعات الاقتصادية – المقال الثالث - النمو الاقتصادي العالمي

تمهيد للسلسلة

تناولنا في المقالين السابقين:

• المقال الأول: الدور البارز للذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية ورفع كفاءة العمليات.
• المقال الثاني: كيفية تعزيز الابتكار واستحداث منتجات وخدمات ريادية عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.

في المقال الثالث من هذه السلسلة، نسلّط الضوء على النمو الاقتصادي العالمي بوصفه إحدى النتائج الجوهرية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. ونتعرّف على القيمة الاقتصادية المضافة التي يقدّمها الذكاء الاصطناعي، والقطاعات والمناطق الجغرافية الأكثر استفادة منه، إلى جانب عرضٍ لأهم المؤشرات الرقمية التي تدعم هذا التوجه.

أولًا: القيمة الاقتصادية المُضافة

1.1. مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي

• تحسين الإنتاجية: إذ تُسهم أتمتة المهام الروتينية والصيانة التنبؤية في تقليل التكاليف ورفع معدلات الإنتاج.
• رفع مستوى الابتكار: عبر تطوير منتجات وخدمات جديدة تستند إلى تحليل البيانات الضخمة وتطبيقات التعلّم الآلي.

1.2. خلق فرص عمل نوعية

• هندسة الخوارزميات (Algorithm Engineering)
• تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analysis)
• البحث والتطوير في التقنيات الذكية

1.3. تعزيز القدرات التنافسية

ترتفع تنافسية الشركات عبر الابتكار المستمر وتبنّي الذكاء الاصطناعي، مما يجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وينشّط التجارة الدولية.

ثانيًا: التوزيع القطاعي والإقليمي

2.1. القطاعات الرائدة

• الصناعة، والخدمات المالية، والرعاية الصحية، والتجزئة أكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي.
• وفرة البيانات والتنافسية العالية تسهم في نجاح تطبيق الذكاء الاصطناعي في هذه القطاعات.

2.2. الفجوة بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة

• توفر البنية الرقمية، والكوادر المؤهلة، والاستثمار في البحث والتطوير يدعم الاقتصادات المتقدمة.
• لكن يمكن للاقتصادات الناشئة اللحاق بالركب عبر الاستثمار في التكنولوجيا والمهارات.

2.3. الفرصة الكامنة في الاقتصادات النامية

تُمكّن السياسات الداعمة والتقنيات الذكية من تسريع النمو في الدول النامية، لا سيما في الزراعة والخدمات وريادة الأعمال.

ثالثًا: الأدلة الرقمية على مساهمة الذكاء الاصطناعي في النمو

3.1. معدلات النمو الاقتصادي المتوقعة

تطبيق الذكاء الاصطناعي قد يرفع معدلات النمو الاقتصادي العالمي بمعدّل 1.2 نقطة مئوية سنويًا حتى 2030.

3.2. تحليل التأثير القطاعي

تختلف مستويات تبنّي الذكاء الاصطناعي بين القطاعات، وتسجل الخدمات المالية والتصنيع أعلى النسب.

3.3. أثر التكنولوجيا في زيادة الدخل الفردي

• ارتفاع الطلب على الوظائف الماهرة يرفع الدخل الفردي.
• زيادة الأرباح في الصناعات عالية التقنية تنعكس في صورة رواتب أعلى.

خاتمة

يمثّل الذكاء الاصطناعي إحدى القوى الدافعة الكبرى للنمو الاقتصادي العالمي، حيث يسهم في رفع الناتج المحلي وتوليد فرص عمل جديدة. وتبقى مسؤولية تعزيز هذا النمو على عاتق الحكومات والمؤسسات من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية وتأهيل الكوادر البشرية.

في المقال الرابع والأخير من هذه السلسلة، سنتناول دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستدامة، وكيف يمكن لخوارزمياته أن تسهم في الإدارة الذكية للموارد ومكافحة تغيّر المناخ، جنبًا إلى جنب مع تحقيق النمو الاقتصادي المنشود.

إعداد: المجلس الوطني المصري للتنافسية (ENCC)

السلسلة: الذكاء الاصطناعي في النهوض بالقطاعات الاقتصادية – المقال الثالث